
وكالة صنعاء الإخبارية||
مقالا
كتب ماجد زايد …
فيما لو حاولنا -بشكل فعلي- تقييم حالة الإخراج الدرامي اليمني اليوم، مع مقارنته بأعوام سابقة، وتحديدًا عبر الأخذ بتجربة مخرج قدم لليمن الكثير من الدراما والمتعة والسعادة التلفزيونية، مرورًا بأهم معايير النجاح الإخراجي، لمخرج صنع الروائع اليمنية الخالدة بنوع من الفن والعمق والحس والإبداع والترابط والقدرة على تحريك المشاعر والأحاسيس، مخرج جاء من بلد آخر، ومنح اليمنيين أكثر مما يتوقعونه في حياتهم، مقدمًا الشكل اليمني والكوميديا الشعبوية كأنه حلم في خيالات المواطنين، مخرج عبقري نحت الزمن وجعل من الدراما اليمنية ضحكة تجاوزت الخيالات والذكريات.
#فلاح_الجبوري المخرج العراقي الشهير، والمغترب اليمني البعيد، والإنسان المتفرد بتصوير عادات وطبائع وتقاليد اليمنيين، منتجًا الكوميديا والواقعية والنجاح الكبير، قدم ثمانية مواسم من مسلسل #همي_همك وصنع لنا خلالها تسعة أعوام من السعادة والمتعة والذكريات.. مخرج يمتعك مع كل مشهد، ومع كل لقطة، ومع كل حركة كاميرا، وكل تفاصيله المصورة ذات أهمية ومعنى وقصة، متجاوزًا بذلك صناعة الأحلام الصامتة، هذا ما كان يصنعه في حياتنا فلاح الجبوري.
الجبوري، كمخرج درامي، كان يملك رؤية واضحة للعمل الذي يقوم به، وتصورًا كاملًا للقصة والشخصيات، جاعلًا السرد إيقاع متسلسل وتنقلات متماهية، مع قدرة فائقة على اختيار الممثلين المناسبين، بلا تحيز أو شللية أو تذاكي أو تصنع صريح، مع إجادة حقيقية في توظيف الكاميرا وتناغم المشاهد الجاذبة للمشاهدين، إلى جانب تمكنه من التحكم بالتنقلات الزمنية المتناسقة، إضافة لتوازنه بين الخيال والواقع.
بالمناسبة، وبعكس قناعات الكثير من المخرجين اليمنيين اليوم، وبحسب المخرج العالمي “برغمان”: في الإخراج الدرامي، لا يهم كيف تبدو الصورة، المهم كيف يشعر المشاهد تجاهها. وهذا بالفعل ما كان ينسجه فلاح الجبوري بأعماله التي استطاع بواسطتها إخراج اليمنيين عن المألوف والنمطية والإفراط في التغذية الصورية، تمامًا كما يصف “كوبولا” غاية الإخراج التلفزيوني، الخروج عن المألوف، السر الذي يجعل العمل حقيقيًا، فالحياة برمتها ليست مرتبة بشكل مثالي.
أخيرًا، من شاب يمني إلى فلاح الجبوري: مع خالص التحايا والأمنيات: أعمالك لا تغيب عن ذكرياتنا دائمًا، مشاهدك حاضرة في حياتنا كل عام، لم ننس بعد ذلك الجمال اليمني العظيم في شاشاتنا، ذللك الانتظار الطويل في أيامنا وليالينا، عن رمضان مع أزهى لحظات الألفة والسعادة والجمال، رمضان الشاشة الواحدة، والأسرة المجتمعة، والبيوت العامرة بالكثير من الضحكات، إليك من ذكرياتنا سلام الخالدين، ومن سعادتنا مشاعر الاحترام والامتنان والتقدير، مسيرتك باقية في خيالاتنا، وأعمالك مغروسة في ذكرياتنا، وستبقى دائمًا أجمل العابرين في قلوبنا.
ماجد زايد



