الإمارات تُزايد على السعودية بالاستثمار في أمريكا بـ 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة! لماذا؟

وكالة صنعاء الإخبارية||
أعلنت أمريكا، يوم الجمعة، عن استثمار الإمارات مبلغ 1.4 تريليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نائب حاكم إمارة أبو ظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في البيت الأبيض. وفي تفاصيل الاستثمارات وتوزيعها، ذكر تقرير نشرته السفارة الأمريكية في الإمارات أن هذا “الإطار الجديد سيزيد بشكل كبير استثمارات دولة الإمارات الحالية في الاقتصاد الأمريكي في مجالات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والتصنيع الأمريكي”. (المصدر)
التعليق:
دول الخليج عموماً، ودولة الإمارات خصوصاً، ليست أكثر من محطات وقود للإنجليز، كما قال أحد أعضاء البرلمان البريطاني. وهذا الواقع يجعل الإنجليز يستخدمون هذه الكانتونات بهذه الصفة لا أكثر. فمن أراد أن يعرف ما وراء هذه الاستثمارات الإماراتية في أمريكا، فعليه البحث عما تريد بريطانيا تحقيقه من هذه الصفقة.
ولا يجوز أن يخطر ببال أي متابع أن للإمارات والرويبضات الذين يحكمونها أي مصلحة شخصية أو وطنية في أي عمل يقومون به، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
فالإمارات ليست أكثر من قاعدة بريطانية استعمارية في البلاد الإسلامية، تنطلق منها أم الخبائث بريطانيا، لتعيث فيها فساداً، ولتواجه التغول الأمريكي وتنافسها في الموقف الدولي وعلى النفوذ ونهب ثروات الشعوب وقهرهم.
هذا هو المفهوم السياسي الذي يجب أن ننطلق منه لتحليل وفهم ما وراء هذا الاستثمار في أبغض الدول على بريطانيا من عبيدها في الإمارات.
منذ تقسيم العالم إلى نصفين بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في العام 1964، والذي تم بين خروتشوف وكيندي، سعت أمريكا إلى سلب ما بين أيدي بريطانيا من مناطق نفوذ واستعمار، وخصوصاً في البلاد الإسلامية، بحكم أنها الأكثر ثراءً وغنىً وحساسية سياسية ومبدئية. وقد نجحت أمريكا في تحقيق ذلك إلى حد بعيد، فأصبحت بريطانيا دولة من الصف الثاني في العالم بعد أن كانت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
ومع ذلك، لم تستسلم أمام الكاوبوي الأمريكي، على الرغم من ضعفها وعلمها بهذا الضعف الذي لا يمكّنها من مواجهة أمريكا في حلبات الصراع الدولية وجهاً لوجه. لذلك تبنت سياسة المشي في ظل المارد الأمريكي ووضع العصي في دواليب مركبته كلما سنحت لها الفرصة لذلك.
ومثال على ذلك تدخل الإمارات في الصراع الدائر في السودان بقيادة عميلي أمريكا، البرهان وحميدتي، ودعمها لحميدتي ليكون لها موطئ قدم في السودان وبين أطراف الصراع، حتى تتمكن من التأثير على مجريات الأمور، ولا أقل من الإفساد على أمريكا خططها.
وهذا المثال ينطبق على سعي الإمارات لإيجاد مكان لها في سوريا بحجة الاستثمار،
وكذلك تدخلها في اليمن للحفاظ على أكبر قدر ممكن مما تبقى للنفوذ الإنجليزي فيها بعد الإطاحة بعميل بريطانيا المخضرم، علي عبد الله صالح.
لقد وصلت أحلام بريطانيا، التي لم تقبل الاستسلام أمام التغول الأمريكي، إلى أن تقوم بالعمل نفسه في أمريكا ودولة يهود.
فهي تظن أنه من خلال استثمارات عميلتها في بطن عدوتها، أنها تستطيع أن تطعن أمريكا في مقتل في الوقت المناسب.
ولكن أمريكا تدرك هذه الحقيقة، ويعتقد رجل الأعمال الرئيس الأمريكي ترامب أنه قادر على احتواء هذه الألاعيب والسيطرة عليها والاستفادة الآنية من هذه الاستثمارات، وهو لا يرى أن الإنجليز قادرون على طعنه في البطن إن أرادوا، خصوصاً وأنهم تحت المراقبة الحثيثة وتحت السيطرة، كما يعتقد.
ويبقى السؤال:
هل تستطيع بريطانيا الغدر بأمريكا أم لا؟
وهل حقاً ستظل بريطانيا تحت سيطرة أمريكا، فتستفيد أمريكا من هذه الاستثمارات دون تعرضها لأي أعراض جانبية؟ ي
بقى هذا السؤال خاضعاً ليقظة كل ثعلب منهما على الآخر. ولكن لا يبدو أن بريطانيا ستكون قادرة على الغدر، ولكن يظل “شرف” المحاولة هو المتبقي عندها، خصوصاً أنها لم تنفق سنتاً واحداً من خزينتها، وهي تقاتل لآخر عميل عندها، دون أن تصيبها شظايا أي انفجارات ممكنة الحدوث.
إن استثمارات الإمارات في دولة يهود وتطبيعها معها وتهويدها من خلال تبنيها للخطة الإبراهيمية ودعمها ليهود ضد أهل فلسطين، ليس إلا لإيجاد موطئ قدم لسيدتها بريطانيا في أكثر الملفات سخونة في العالم، فيما يعرف بقضية الشرق الأوسط، وخصوصاً بعد أن ضعف نفوذها في كيان يهود أو كاد ينتهي بعد مقتل رابين على أيدي المتطرفين اليهود من الموالين لأمريكا ومقرهم نيويورك، في أعقاب إبرام رابين وبيرس اتفاقية أوسلو بعيداً عن أنظار أمريكا، وبهندسة وترتيب بريطاني مع رئيس حزب العمل اليهودي بيرس وعميل الإنجليز ياسر عرفات. فسبب قيام الإمارات بكل هذه الموبقات والأعمال القذرة مع وفي كيان يهود ليس إلا محاولة لإعادة نفوذ الإنجليز في دولة يهود أو على الأقل لوضع العصي في دواليب أمريكا ومشاريعها في المنطقة.
إن الصراع بين قوى الكفر في العالم، وخصوصاً بين أعضاء المعسكر الغربي، لن ينتهي إلا بأن يقضي ويجهز أحدها على الباقين. هذه هي العقلية الغربية الرأسمالية الاستعمارية، التي لا تقبل التعاون والتقاسم والتفاهم. فرغيف الخبز لا يأكله إلا من يقتل جميع الحضور.
هذا هو المبدأ الرأسمالي الذي ظهر بكل وضوح في شخصية رجل الأعمال الرئيس الأمريكي، قرصان البيت الأبيض.
ولكن ما يعلق في النفس هو أن تصبح خير أمة أخرجت للناس وثروتها وقوداً لهذا الصراع القذر. ولكن أيضاً ما يهوّن على النفس هو أن هذه الحقائق والألاعيب وأدواتها قد تكشفت للأمة، فأصبحت تعرف الأمة عدوها وما حجم غدره وقدرته، فتعد العدة لذلك لتحرير نفسها منه. وهو بلا شك حاصل قريباً بإذن الله، من خلال وعي الأمة على البديل الحضاري المتمثل بالإسلام ممثلاً بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله، بقوة سواعد الأمة وأبنائها المخلصين العاملين لإقامتها. والتي ندعو الله في هذه الأيام المباركات أن يفتح على قلوب أهل القوة والمنعة في البلاد الإسلامية لنصرة الإسلام وإقامة دولته ومبايعة خليفة للمسلمين… اللهم آمين.
كتبه بلال المهاجر – ولاية باكستان
إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير