بيان كوريلا.. توقيع أمريكي على حرب مفتوحة: نصف القوة الاستراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط

خاص / وكالة صنعاء الاخبارية||
وسط مشهد يزداد اختناقًا بالدخان والدم، تتكشف ملامح تحول استراتيجي واسع النطاق تقوده الولايات المتحدة في قلب الشرق الأوسط، ليس على هيئة بيانات رسمية عابرة أو تصريحات إعلامية طارئة، بل من خلال وقائع ميدانية تُكتب بالنار والبارود. فالجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لم يعد مجرد صانع بيانات أو مراقب ميداني، بل بات يُجسّد فعليًا اليد التي تدير الحرب في المنطقة، يقرّر خططها، يُصادق على عملياتها، ويفتح مخازن السلاح دون سقف.
البيان الأخير الصادر عنه، وإن بدا في ظاهره خطابًا عسكريًا تقليديًا، إلا أنه في جوهره يكشف عن طبقات متداخلة من الحشد العسكري، والتصعيد الممنهج، والتورط الأميركي المباشر في مسارح عمليات تمتد من غزة إلى لبنان واليمن، مرورًا ببوابات البحر الأحمر ومضائق النفط. إنها ليست فقط حربًا تخوضها إسرائيل بدعم واشنطن، بل هي، كما تقول الأرقام والوقائع، حرب أميركية بالأساس تُدار تحت غطاء إسرائيلي هش، وتنفذ بخطط أمريكية مُهيأة سلفًا، وأسلحة تُشحن بلا انقطاع، ومسرح عمليات تم تصميمه بعناية هندسية على امتداد الإقليم.
يضع الخبير العسكري والسياسي أحمد عز الدين بين أيدينا تحليلًا ميدانيًا بالغ الخطورة، يُظهر أن ما يجري لا يُمكن تفسيره بردع مؤقت أو تصعيد تكتيكي، بل هو إعادة تشكيل شامل لجغرافيا الصراع، باستخدام ما يقارب 50% من القوة الضاربة الاستراتيجية للولايات المتحدة. إننا لا نواجه مجرد رد فعل على هجوم أو أزمة، بل نحن في قلب إستراتيجية كبرى، تتقاطع فيها أهداف السيطرة الأمريكية، وحاجة إسرائيل إلى البقاء عبر استمرار الحرب، وانهيار المنظومة الإقليمية العربية التي أصبحت عاجزة حتى عن تسجيل اعتراض شكلي.
في هذا السياق، تأتي مناورات “نسر الحضارة” بين مصر والصين لتضيف بعدًا جديدًا، ليس فقط في كسر الحصار الجيوسياسي الأمريكي، بل أيضًا في إعلان مبكر عن استدارة استراتيجية مصرية تتلمس طريق الخروج من الهيمنة، في توقيت شديد الحساسية.
هذا التقرير يستعرض أبرز ما جاء في تحليل أحمد عز الدين لبيان كوريلا، ويغوص في أبعاد الحشد العسكري الأمريكي، وفشل أدوات الردع التقليدية، والارتباط الوثيق بين استمرار الحرب وضرورات السياسة الأمريكية والإسرائيلية، متتبعًا الإشارات الخفية لاستدارة القوى الإقليمية في مواجهة هيمنة أصبحت تمسّ وجودها ذاته.
المصادر:
- عز الدين، أحمد. (2024). “بيان كوريلا (2)”. مقال تحليلي منشور عبر مواقع تحليل سياسية عربية