
وكالة صنعاء الإخبارية | خاص
ذات مساء، وفي ليلة صنعانية ماجنة، كان #الشاعر_عبدالله_البردوني لا يزال في منتصف العمر يتخبط بعصاه في أحد أزقة #قاع_اليهود، وبدون إدراك، وجد نفسهُ يطرق باب بيتٍ اشتهر بين الناس بأنه دار للرذيلة، بيتٌ تمارس فيه الفاحـ.شة علنًا، كما يقال تديره امرأة يـهودية يمنية تُدعى ” #غزولة”، وهي إمراة اربعينية ذاع اسمها في المدينة كرمز للدعـ.ـاره..
كان #البردوني يعرف “غزولة” منذ زمن، فلم يكن غريبًا عنها ولا عن ماضيها، لكنها في تلك الليلة تفاجأت بوقوفه على عتبة بابها، فتحت الباب، وإذا به يقف أمامها بهيئته المتجعدة، بعصاه، وعينيه الكفيفتين …حينها ارتبكت غزولة، وكأن ذكرى ماضيها أطَلّت عليها فجأة، تمتمت بارتباك: ” أهلاً…اصعد… اصعد”.
صعد البردوني في ذلك البيت المكوّن من عدة طوابق، وبينما هو يصعد السلالم، كان يسمع من خلف أبواب الغرف المغُلقة أصواتٌ مشبوهه( شهقات وزفرات جنسيه، لهاث كلاب وفحيح عقارب) … استرق السمع جيدا وكتب واصفًا المشهد بالآبيات الآتية :
فسمعتُ من الغرف الأخرى
أنفاسَ حنايا متبولة
بوحًا كالحبل المسترخي
تحت الأثواب المبلولة
نبرات نداءٍ وجواب
كلهاثِ عجوزٍ مسعولة
ضحكاتِ ذئابٍ جائعة
وهمساتِ نعاجٍ مأكولة
ثم وقف لحظة على السلم، وكأنه يخاطب جدران البيت قائلاً:
هل هذا البيتُ بعزتهِ؟
أمسى أحضانًا مبذولة؟
لـ قراءة القصيدة كاملة 👇🏻👇🏻 في التعليقات.
ديوان لعيني أم بلقيس > في بيتها العريق
من؟.. قلت: أنا يا غزوله
… أهلاً! بحروف مشلوله
أهلاً..! في لهجة قاتلة
تخشى أن تمسي مقتوله
ماذا تخشين؟.. أليست لي
بالدار صلات موصوله؟!
أولست صديقاً تعرفني
هذي الحجرات المملوله؟!
هذا الدهليز المستلقي
هذي الجدران المصقوله…
إصعد… لكن هل في فمها
أخرى؟..أو أذني مخلوله؟
وصعدت كمجهول قلق
يجتاز شعاباً مجهولة!
ومعي صعدت… كانت تبدو
جذلى بالحسرة مكحوله!
كمؤمرة… من تحكمهم…
ماتوا، أو باتت معزوله
في نصف العمر بعينيها
أجيالُ وعودٍ ممطوله
وشظايا معركة بدأت
نصراً وارتدت مخذوله
شرّفت، وزادت ترحيباً
كزواق عروس معلوله
عندي ضيف، ومددت يدي
لبنانٍ كسلى مقفوله
أهلاً، فأجاب كمن يلقي
أعذاراً ليست مقبوله
إجلس، قالتها واقتربت
تروي أخباراً معقوله
عندي الجارات، وزوج (هدى)
وطبيب… إني منزوله
وهنا انتزعتني قهقة
وصدى نحنحة مغلوله
فسمعت من الغرف الأخرى
أنفاس حنايا متبوله
بوحاً كالحبل المسترخي
تحت الأثواب المبلوله
نبرات نداء وجواب
كلهاث عجوز مسعوله
ضحكات ذئاب جائعة
همسات نعاج مأكوله
هل هذا البيت بعزته
أمسى أحضاناً مبذوله؟
بيتٌ خداعٌ، ربتُه
من زيف الدعوى مجبوله
أيكون الخَل سوى خَلٍ…
حتى في الكأس المعسوله
لكن… ما بال الضيف يرى
وجهي بلحاظٍ مذهوله
ما جئت أفتش عن عبث
أو عن لحظات مسلوله
ما جئت لأنزل منطقة
بنعوش سكارى مأهوله
قولي لي أنت، بلا ذوق
فلتذهب… إني مشغوله
* * *
ما جئت إليك على أمل
أسفاري ليست مأموله
لكني جئت بلا سبب
رديني، لست المسؤوله
ورجعت كما أقبلت بلا
هدف كالريح المخبوله
بقلم الكاتب الصحفي الأدبي ✍🏻رشيد البروي



