اقتصاداليمنصحةصنعاءصنعاءعدن

مافيا شركة المتخصصة للتأمين الصحي وإدارة النفقات : شبكة فساد تُنهك القطاع العام والخاص وتنهب المرضى في اليمن




وكالة صنعاء الإخبارية | تقرير خاص.
في ظلّ الحاجة المتزايدة لتوفير مظلة حماية صحية للمواطنين والمؤسسات، تطفو على السطح شبهات فساد خطيرة تُحاوط قطاع التأمين الصحي، مُشكلةً شبكة مُعقدة من المصالح المتشابكة بين بعض شركات التأمين، ومقدمي الخدمات الطبية، وشركات إدارة النفقات.. هذه الشبكة المنظمة تُكلّف الاقتصاد الوطني مئات الملايين من الريالات، وتُهدد بشكل مباشر حقوق المرضى المؤمن عليهم، الذين يجدون أنفسهم ضحايا لعمليات احتيال ممنهجة.

*المتخصصة للتأمين الصحي: وسيط أم طرف في الفساد؟*
تُشير أصابع الاتهام بشكل خاص إلى شركة المتخصصة للتأمين الصحي وشركة إدارة النفقات (TPA)، التي يُفترض أن تضطلع بدور الوسيط الأمين بين شركات التأمين ومقدمي الخدمات، إلا أن مصادر مطلعة وشهادات ضحايا تُفيد بتورطها المباشر في التلاعبات.

يُؤكد مصدر مطلع داخل الشركة، فضّل عدم الكشف عن هويته خوفًا من التداعيات، أن “المتخصصة في كثير من الحالات تُشارك في التلاعب، بتنسيق مسبق مع أطراف داخلية لضمان ‘تمرير’ فواتير مُضخّمة مقابل عمولات أو نسب مالية”، ويُضيف المصدر أن الشركة “أصبحت في جوهرها شركة تأمين تجارية بثوب شركة إدارة النفقات هربًا من الربا والمحضور الشرعي، مُمارسةً ذات طرق الاحتيال التي تُمارسها شركات التأمين التجارية في الجانب الطبي”.

تتضمن هذه الممارسات، بحسب المصدر، “تأخير التعويضات عمدًا، واختلاق الأعذار لتعطيل الموافقات الطبية، بالإضافة إلى فرض شروط مخفية تُقلّص من نسبة الاستفادة للمؤمن عليهم”.

ويُشير المصدر إلى أن مركز خدمة العملاء الخاص بالشركة يُعاني من تدنٍ كبير في مستوى التجاوب، حيث تُقدّر نسبة التجاوب مع شكاوى المرضى شبه المستفيدين من الخدمة بأقل من 20% على مدار الساعة، ما يُعيق حصولهم على حقوقهم.


*مقدمو الخدمات الطبية: شركاء في التلاعب*
لا يقتصر الفساد على شركات التأمين وإدارة النفقات فحسب، بل يمتد ليشمل بعض مقدمي الخدمات الطبية من مستشفيات ومختبرات، تُفيد شهادات الضحايا بأن هذه الجهات تتلاعب بالفواتير، وتُدرج خدمات غير مطلوبة ضمن كشوفات المرضى، وتُبالغ في رفع أسعار العلاجات عند التعامل مع المؤمن عليهم.

يقول أحد ضحايا الشركة السابقين، يُروي تجربته قائلاً: “تلقيت علاجًا في إحدى المستشفيات المتعاقدة مع المتخصصة، وفوجئت بفاتورة مُضخّمة تتضمن خدمات لم أحصل عليها.. عندما حاولت الاعتراض، قوبلت بالمماطلة من كلتا الجهتين، المستشفى وشركة التأمين” وتُعزز هذه الشهادة ما ذكره، طبيب عمل سابقًا في أحد المستشفيات الخاصة، حيث أكد “وجود ضغوط من بعض شركات التأمين، بما في ذلك المتخصصة، لزيادة حجم الفواتير مقابل نسبة من الأرباح”.

*موظفون ووسطاء متواطئون: حلقات في سلسلة الفساد*
تُكمل هذه الدائرة من الفساد بوجود موظفين ووسطاء متواطئين يُسهّلون تمرير هذه العمليات مقابل مكاسب شخصية، يُفيد المصدر المطلع داخل الشركة بأن هؤلاء يُمكن أن يتلقوا “مصاريف شهرية من المتخصصة”، ويقومون بإخفاء مستندات، أو تعديل بيانات التأمين للموظفين أو المرضى، مما يُساهم في حرمان المستحقين من حقوقهم.

تُشكل هذه الممارسات خطرًا جسيمًا على القطاع الصحي بشكل عام، وتُقوّض الثقة في نظام التأمين الطبي الذي يُفترض أن يكون سندًا للمواطنين والمؤسسات… إن كشف هذه الشبكات ومحاسبة المتورطين فيها يُصبح ضرورة مُلحة لضمان العدالة وتوفير حماية صحية حقيقية للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى