حذر برنامج الأغذية العالمي من كارثة إنسانية محدقة بقطاع غزة، مؤكداً أن جميع أنظمة الغذاء في القطاع أصبحت على وشك الانهيار الكامل نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل غير مسبوق.
وقال البرنامج في بيان عبر منصة “إكس” مساء الأحد، إن معظم العائلات بالكاد تحصل على وجبة واحدة في اليوم، وسط تصاعد خطر المجاعة وتفاقم الحاجة للطعام يوماً بعد آخر.
وأوضح أن “وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الحد الأدنى من الظروف المطلوبة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق”، لكنه شدد في المقابل على أن المخاوف من تفشي المجاعة لا تزال مرتفعة للغاية، في ظل غياب الحلول الفعلية وقيود الاحتلال المفروضة على دخول الغذاء.
وفي تصريحات ميدانية من مدينة غزة، قال أنطوان رينارد ممثل برنامج الأغذية العالمي، إنه التقى عائلات بالكاد يحصل أفرادها على وجبة واحدة يومياً، في وقت تنتشر فيه مشاهد الجوع الحاد وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، حيث بدت الأجساد هزيلة والوجوه شاحبة بفعل انعدام الغذاء.
وأكد رينارد استعداد البرنامج لتقديم كميات كبيرة من المساعدات الغذائية، مشيراً إلى أن الشاحنات المخصصة لذلك تنتظر منذ أسابيع الإذن بالدخول، في حين يحتاج القطاع إلى ما لا يقل عن 100 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
وفي مشهد يعكس عمق الكارثة، نقل البرنامج عن إحدى العائلات قولها إن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي لبعض أفراد الأسرة، بينما يخاطر آخرون بحياتهم للحصول على كيلوغرام واحد فقط من الطحين، وسط أزمة معيشية خانقة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
