
وكالة صنعاء الإخبارية||
د. حسين لقور بن عيدان
شرعية القيادة من إنجازات الفريق، لا من خطابات الاستعلاء الفردي!
إن الوهم الكارثي الذي نعيشه هو ثقافة القائد العظيم التي تُعلي من شأن الفرد على حساب المؤسسات، مما يجعل مصير الوطن رهينًا بقرارات شخص قد يخطئ أو يُفقد القدرة على استيعاب الصراع والفشل في خلق توازن بين ما هو سياسي وما هو وطني.
إن تركيز الصلاحيات في فرد واحد يُهمّش الكفاءات الأخرى، ويُحوّل المؤسسات إلى أدوات تنفيذية بلا رؤية مستقلة، ومع غياب الرقابة على القائد الفرد يفتح الباب للمحسوبية وإساءة استخدام السلطة.
ما نحتاجه اليوم فعلا قرارات تُبنى عبر تشاور مؤسسي (هيئات قيادية جماعية، واخرى استشارية، مع فرق متخصصة)، توزيع الأدوار فيها حسب الكفاءة، لا حسب الولاءات الشخصية،مع إتاحة المعلومات للشعب، وتقديم تقارير دورية تُظهر الإنجازات والإخفاقات بوضوح ومحاسبة القيادات على النتائج لا على الخطابات، عندها لن نرى أحد فوق النقد، وسيصبح البقاء في المنصب مرتبط بقدرة تلك الهيئات على تقديم حلول ملموسة لما نواجه من حروب في كل المجالات.