اليمنصنعاء
أخر الأخبار

صالح الزهري : مهرجان خيرات اليمن 2 “النجاح المزعوم

مقال

وكالة صنعاء الاخبارية|| خاص

بقلم الكاتب الإعلامي / صالح الزهري

كزائر ومتابع لمهرجان خيرات اليمن في موسمه الثاني كانت هناك سلبيات واضحة وتستحق تسليط الضوء عليها لتحسين الفعاليات المستقبلية ولفت انتباه الجهات القائمة على المهرجان للتفادي مستقبلاً إذا حال عليها الحول .

إذا استمر الترويج للمسؤولين عن التقصير والأخطاء دون محاسبة، فهذا يعني أن تلك السلبيات ستستمر دون تصحيح، المهرجان يحمل اسم خيرات اليمن للرمان والتفاح والعنب والتمور، ولكن مساهمة هذه المنتجات لم تتجاوز 15% فقط من إجمالي ما عرض، مما أصاب الزوار بخيبة أمل، حيث تم تخصيص مساحة شبه معدومة لهذه الفواكه، وبيعت بأسعار مبالغ فيها دون سبب مبرر.
بالمقابل، استحوذت المنتجات الأخرى مثل حقين بنيان وشطة وكاتشب سوق الخميس والعسل والمنسوجات ومنتجات حرفية وغيرها على نسبة 85% من مساحة العرض، وهو ما يدعو للتساؤل عن الهدف الفعلي للمهرجان.

لا اعتراض على دعم الأسر المنتجة، ولكن كان يجب أن يتوازن ذلك مع إبراز خيرات اليمن الحقيقية، وإلا لكان من الأنسب تسمية الحدث بسوق الخميس بدلاً من مهرجان خيرات اليمن.

ردود الفعل على هذا الوضع انعكست في مئات التعليقات التي انتقدت التنظيم على صفحات التواصل التي روجت للمهرجان ورغم كثافة الحضور وزخم الجماهير، والذي يُعد امتداداً لنجاح الموسم الأول، إلا أن بعض السلبيات التي ظهرت سابقاً لم يتم تداركها أو تحسينها بل إزداد الوضع الاسواء.

ببساطة، يبدو أن مفهوم المهرجانات هنا يُفهم بشكل خاطئ. الهدف الأساسي لمثل هذه الفعاليات هو التنافس على عرض المنتج المحلي بأسعار مناسبة وجودة عالية، مع مشاركة واسعة تشمل الجمعيات الزراعية والشركات والمزارعين لتسويق منتجاتهم بشكل مباشر ولكن الشواهد تعكس تقصيراً واضحاً، فقد ظهر أحد المشاركين علناً خلال المهرجان متحدياً مدير مكتب الزراعة لإثبات دعوة أي مزارع للمشاركة، مما يمثل قصوراً فادحاً لا يمكن التغاضي عنه.

أما بالنسبة لتذاكر الألعاب، فقد شهدت زيادة غير مبررة إلى 200 ريال رغم محدودية الألعاب المتوفرة والتي لا تتجاوز ثلاث “العاب بسيطة”، الأمر الذي أثار استياء واسعاً بين الزوار والعائلات بسبب ما اعتُبر استغلالاً مفرطاً.

الإخفاق الإعلامي كان أيضاً جانباً بارزاً وهو الأهم، فلا وجود لتغطية مميزة عبر الوسائل التقليدية أو القنوات الدولية تعكس صورة إيجابية للمهرجان.
الاعتماد الإعلامي اقتصر على التباهي بالزوار والتصوير بالطائرات الدرون والترويج محلياً على صفحات صغيرة، متجاهلين قنوات الإعلام المحلية والعربية المهمة وناشطي وسائل التواصل الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة.

من يخبر هولاء عن ضرورة تعزيز دور الإعلام على المستوى الدولي،وأن المهرجانات تعتبر منصة فعّالة للترويج لهذه المنتجات وإبراز جودتها وتميزها وفرصة للتواصل المباشر مع المستهلكين الدوليين والموزعين والشركات المهتمة، إسهاماً في توسيع نطاق الأسواق وزيادة الطلب على المنتجات وتقديمها لجمهور أوسع على مستوى العالم وبدون هذا الدور فإن المهرجانات لاتحقق الأهداف المرجوة.

إضافة إلى ذلك، كان الجمهور يعاني من الجلوس تحت أشعة الشمس طوال الأسبوع دون تجهيزات ملائمة، بينما الجانب الترفيهي افتقر إلى نجوم الدراما والفن اليمني الذين يضفون نكهة خاصة على مثل هذه المناسبات.
هذا الاستبعاد أثر بشكل كبير على أجواء المهرجان وترك الجمهور والعائلات في حالة من الصدمة والاستغراب. بدلاً من ذلك، اعتمدت الفعالية على تقديم أناشيد وزوامل مكررة ، مما نتج عن ذلك إحباط الحاضرين.

اما بخصوص موضوع فتح باب المساهمات وفرضها على المشاركين
وتحويل المهرجان من مناسبة وطنية إلى وسيلة استغلال تؤثر على أهداف المهرجان وفي الأخير لا يمكن الاستفادة منها ويعد فتح باب من أبواب الفساد ليس إلا .
إذا انت اقمت مهرجان وطني يجب عليك تمويله بشكل كامل بعيداً عن يماني والمصانع والشركات التي ليست بحاجة إلى ترويج ( ما يبترع إلا ساتر )

ما ذكر يمثل فقط جزءاً من المشاكل التي برزت نتيجة سوء التخطيط والتنظيم وزيادة الفلسفة من هاجر وقطران وجب الإشارة أن هناك حاجة حقيقية إلى إصلاح شامل وأفكار جديدة لضمان أن تستعيد هذه الفعاليات ثقة الناس وتحقيق هدفها في إبراز خيرات البلاد بالشكل الصحيح وغير ذلك فنحن نكذب على أنفسنا وعلى الشعب وعلى القيادة وعلى عالي المقام للأسف الشديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى