وكالة صنعاء الاخبارية || خاص
شهد اليمن في السنوات الأخيرة تحولًا طبيًا مهمًا تمثل في توطين عمليات زراعة القوقعة، ما منح آلاف فاقدي السمع فرصة جديدة للحياة، قاد هذا الإنجاز الدكتور عبدالكريم البلعسي، الذي تمكن مع فريقه من إجراء عمليات ناجحة أعادت السمع للأطفال والبالغين، وأسهمت في إدماجهم مجددًا في مسار التعليم والتواصل، وهو ما انعكس على مستوى التقدير الدولي خلال مشاركة اليمن الفاعلة في مؤتمر آسيا المحيط الهادئ الـ15 لزراعة القوقعة في ماليزيا، الذي جمع أبرز الخبراء العالميين في هذا المجال.
وخلال المؤتمر، قدّم الدكتور البلعسي عرضًا بعنوان “رحلة السمع من الصمت إلى الحياة – زراعة القوقعة في اليمن: الآمال والتحديات”، تناول فيه واقع الإعاقة السمعية في البلاد والظروف الصعبة التي تجعل آلاف المصابين غير قادرين على تلقي العلاج خارج اليمن، ثم أوضح الجهود التي قادته مع فريقه إلى نقل هذه التقنية الدقيقة إلى الداخل اليمني رغم نقص الإمكانات، الأمر الذي خفّض التكلفة وفتح الباب أمام مئات الحالات للاستفادة من عمليات الزراعة.
كما استعرض مجموعة من القصص المؤثرة لأطفال استعادوا حاسة السمع بعد سنوات من العزلة، ما أثار تفاعل الحضور وأبرز التطور المتسارع في قدرات الكادر الطبي اليمني، إلى جانب التأكيد على أهمية دعم البرامج الإنسانية والخيرية لتوفير عمليات زراعة القوقعة لذوي الدخل المحدود، نظرًا لما تمثله من خطوة حاسمة في تمكين الأطفال من النطق والتعلم والتواصل.
وتعكس هذه الخطوات المتقدمة مكانة الدكتور عبدالكريم البلعسي كأحد أبرز المتخصصين اليمنيين في جراحة الأذن وزراعة القوقعة والتي يجريها في مستشفى البلعسي بمحافظة ذمار، إذ كرّس خبرته العلمية لمساندة فاقدي السمع وتوفير خدمات علاجية متقدمة داخل البلاد، مما جعل تجربة اليمن مثالًا على قدرة الكوادر الوطنية على تحقيق نجاحات نوعية رغم التحديات.
