
خاص / وكالة صنعاء الإخبارية||
في جولة 45 بشارع تعز، جوار صيدلية المريّ تمامًا، رجل متعلم يعمل”اسكافيًا”، يصلح الأحذية ويخيط الحقائب، يعمل في مكانه منذ أكثر من 15 عامًا، أجده دائمًا بذات المكان، رجل نحيل ومكافح، ويعمل بشرف ورجولة واحترام، لديه عدة أبناء يجلسون أحيانًا إلى جواره، رأيتهم عدة مرات، كان آخرها قبل فترة قصيرة، يومها كان ابنه يجلس معه في ذات الشارع ليذاكر له والده دروسه. جالسًا مع أبيه المكافح كي يراجع له مواده ودروسه العلمية.
إنه منظر مهيب، ومشهد يبعث المشاعر المتداخلة، عن رجل بسيط يذاكر لأبنائه في شارع مزدحم بينما يعمل وينتظر العمل، رجل يريد أن يحقق أبناؤه مستقبلًا مختلفًا، في واقع يمني شاق وصعب ومعدوم، ليحققوا أملًا أخيرًا في حياتهم ومستقبلهم، فقط بالعلم والدراسة والتفوق، بالرغم من صعوبة العيش ومرارة العمل وامتهان الناس لعمله ومهنته، كنموذج عن الصبر والتحمل والحياة، عن رجل شريف لا يترك أبناءه في أصعب ظروفه وهمومه، وأبناء لا يخجلون من مهنة أبيهم ومرارة الزمان في ملامح والدهم، يجلسون بجواره، يذاكرون دروسهم ويجتهدون في دراستهم، ليحققوا أمنياتهم وأحلام والدهم، إنهم يرفعون الرأس ويستحقون أعظم الأمنيات.
بالمناسبة، لن أنشر صورت الرجل، مراعاة لكرامةً الحياة، ولكني أدعوكم لمساعدته، لمن أراد منكم فعل الخير العظيم تجاه إنسان عفيف وأسرة عفيفة وأبناء طامحون، ستجدونه في مكانه، بجولة 45، هو الوحيد فيه، يعمل خياطًا للأحذية، هكذا منذ أعوام طويلة، رجل يستحق أن ينظر إليه الناس ويساعدوه، أتمنى أن يهيء له كلامي أشخاصًا خيّرين، يقدمون له ما يستطيعون من مساعدة، أدعوكم لهذا العمل العظيم، وأتمنى له العون والتوفيق، هو وأبناؤه وأسرته ومستقبلهم أجمعين.
ماجد زايد