اليمنصنعاء
أخر الأخبار

‏علي البخيتي : مروان الغفوري .. بين تخزين القات والتمركز حول الذات

وكالة صنعاء الإخبارية||

علي البخيتي 27 مارس 2025

لم يسيء أحد -حسب علمي- لمن استضافة كما فعل مروان الغفوري مع نائب رئيس الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي، ليس في مضمون ما كتبه فقط بل في سرعة الإساءة ورائحة الأكل لم تبارح أنفه بعد، فمن أول سطر في مقاله لآخره تعمد إهانة العليمي، من قوله أنه اعتذر عن العزومة مرارًا فتم إغراءه -حسب نص مقالته- بأن كبار المسؤولين في الدولة يرغبون في اللقاء به، إلى أن العليمي نصب خيمة ودعى المسؤولين على شرفه، وصولًا إلى بلاغة للنيابة العامة السعودية بأن هناك “غرزة مخدرات” في منزل مسؤول يمني.

 

التمركز حول الذات، ذلك ما لمسته من مقالة مروان عن زيارته للرياض ولقاءه بعض مسؤولي الشرعية، ولست هنا بصدد الدفاع عن مسؤولي الشرعية فكثيرهم لا يستحقون ذلك، وقد قلنا فيهم ما لم يقله مالك في الخمر، وبعض ما قلناه وصل للشتائم الممكن قولها في الوسط السياسي، لكني هنا أدافع عن الخصوصية وما يدور في المجالس، وكما يقال “المجالس بالأمانات”، فلا يحق لك نقل تفاصيل المحادثات الخاصة دون إذن أصحابها وبالذات والتي قد تتسبب بإحراجهم، مثلًا حديثه مع هاشم الأحمر ونظرته السيئة لحزب الإصلاح قد تضر بعلاقه هاشم بالكثير ومنهم شقيقه حميد الأحمر، وأنا هنا لست بصدد مراعاة شعور هاشم الأحمر عندما يرى كلماته في مجلسه الخاص باتت تلف الفيس وتويتر وباقي مناصات التواصل الاجتماعي، بل في قوله لنفسه (وهذا من حقه): من أعطى مروان الحق في نقل محادثة خاصة بيني وبينه -وليس لقاءًا صحفيًا- في مجلس خاص دعوته إليه؟

 

مثل آخر، حديثه عن البغض المتبادل بين هاشم الأحمر وصغير بن عزيز، وأن عبدالله العليمي قال له ضمنيًا أنه عزم كبار قادة الدولة على شرفه وانه الح عليه وأغراه ليحضر هذه العزومة، للدرجة التي أوحى فيها مروان أنه نصب خيمة خصيصًا، مع أن خيمة العليمي منصوبة منذ سنوات، والعليمي من وجة نظري من أفضل مسؤولي الشرعية وأكثرهم احترامًا ودماثة في الأخلاق ولا يستحق أن يخرجه مروان بذلك الشكل، حتى لو جامله بقوله أنهم معزومين على شرفه، فمن الحصافة عدم البوح بذلك الأمر علنًا حتى وان كانت بعض عبارات المجاملة تعزز فينا التمركز حول ذواتنا وتشبع غرورنا وأننا مهمين، لكن علينا مراعاة صاحب الدعوة بعدم نقل تفاصيلها المحرجة للفضاء العام، وعدم إهانته بأننا لم نكن راغبين بعزومته لولا الالحاح والإغراءات، الم يسأل مرون نفسه ما الذي قد يقوله العليمي لباقي زملائه من المسؤولين الذين قد يشعر كل منهم -كما شعر هو ضمن المجاملات المعتادة في العزائم- أن العزومة كانت بالأساس على شرفه؟ ما المهم في تلك الجزئيات ليذكرها مروان عدى التمركز حول الذات وإشباع الغرور؟ وكلنا لدينا بعض الغرور والتمركز حول الذات بنسب متفاوته، ونسعى أحيانًا لإشباعها في كتاباتنا، لكن ليس على حساب إنسان لطيف استضافني وقدرني واهتم واحتفى بي، كيف سيبرر العليمي عندما يسأله أحد ضيوفه هل صحيح كنا معزومين على شرف مروان؟، ولماذا لم تبلغنا بذلك ليكون لنا الخيار ان نحضر لنكمل العدد أو نعتذر؟ كيف سيرد عليهم!

 

وكما قال مروان من الجيد أن يهتم مسؤولي الدولة بكاتب، لكنه قتل هذا الاهتمام مستقبلًا، وسيجعلهم حذرين، أو لا يقولون شيء عند اللقاء، وسيكتفون بلغة الاشارة مثل علي محسن الأحمر، الذي يبدو أن مرافقوه حذروه من أن أي كلام سيقوله لمروان سيجده في المساء على صفحات الفيس بوك، حيث أشار للسماء عندما سأله مروان عن رؤيته للحل في اليمن وكأنه يقول “على الله”، خبرة علي محسن الأحمر والعاملين في مكتبه تراكمية، وليست كخبرة عبدالله العليمي وهاشم الأحمر ومن يعملون معهم.

 

في لقاءاتي مع السفراء الأجانب ومع مسؤولي الشرعية وفي كل لقاءاتي الخاصة -وأنا هنا أمارس بعضًا من التمركز حول الذات- لم أنقل ما يتسبب لهم بالإحراج، مع أن الكثير منهم اشتكى من البعض الآخر.

 

أهدف من خلال ما سطرته هنا لإبقاء الأمان والثقة في المجالس الخاصة، ولتشجيع مسؤولي الشرعية وغيرهم للقاء مروان وغير مروان أكثر من مرة، ليستفيدوا من كل الكوادر اليمنية في مختلف المجالات.

 

وموضوع تخزين القات لا أدري كيف فات مروان أنه مجرم في السعودية، ولا يحق له ذكر واقعه محدده بأشخاصها وأنه جلس معهم وتناول القات، وبالذات عندما يكون مسؤولًا كبيرًا، كنائب الرئيس عبدالله العليمي، فتخرج لتقول بعدها “حششت مع المسؤول الذي استضافني”، نعم، ما قاله مروان مشابه لتلك العبارة، ففي السعودية القات يعد من المواد المخدرة مثله مثل الحشيش والأفيون ويعاقب عليه القانون السعودي بالسجن، ولولا أن السلطات السعودية ستتجاوز ذلك لاعتبارات المصالح السياسية، لكان ما قاله مروان عقب مغادرته للسعودية -حماية لنفسه- عبارة عن بلاغ للسلطات عن “غرزة مخدرات” باللهجة المصرية وليس عن مجلس كان فيه ضيف الشرف كما زعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى