آراء الكتاباليمن
أخر الأخبار

خديجة السلامي – رائدة السينما اليمنية ( تعرف عليها )

وكالة صنعاء الإخبارية ||

في عالم يتسم بتحديات كبرى أمام المرأة في المجال الثقافي والإعلامي، برزت خديجة السلامي كواحدة من أوائل النساء اليمنيات اللواتي فتحن الطريق نحو صناعة سينمائية تعبر عن قضايا المجتمع من الداخل، بعيون نسوية واعية وملتزمة.

النشأة والتعليم

ولدت خديجة السلامي عام 1966 في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث نشأت في بيئة تقليدية محافظة، غير أن طموحها لم يعرف القيود. مع بداية انفتاحها على العالم الخارجي، حصلت على فرصة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تخصصت في مجال الإعلام، وتوّجت مسيرتها الأكاديمية بالحصول على درجة الماجستير من إحدى الجامعات الأمريكية. هذا التكوين الأكاديمي والاحتكاك الثقافي الواسع، ساهما في صياغة رؤيتها النقدية والفنية لاحقًا.

المسيرة المهنية

بدأت السلامي مسيرتها الإعلامية من بوابة الدبلوماسية، حيث عملت كمسؤولة إعلامية في السفارة اليمنية بباريس، وهو منصب أتاح لها التواصل مع النخب الثقافية والفكرية في أوروبا، ووفّر لها منصّة دولية لإيصال صوت اليمن وقضاياه، لا سيما المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة.

 

الريادة السينمائية

خديجة السلامي تُعتبر أول امرأة يمنية تخوض غمار الإخراج السينمائي، وقد شكّلت أفلامها الوثائقية والروائية علامة فارقة في مسيرة السينما اليمنية. كان فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” منعطفًا تاريخيًا، إذ يُعد أول فيلم روائي يُخرج من قبل امرأة يمنية، وقد نال تقديرًا دوليًا لجرأته في تصوير التقاليد الاجتماعية المتجذرة، والصراع بين الحداثة والمحافظة.

 

أما أعمالها الوثائقية، فقد تميّزت بالتركيز على قضايا المرأة اليمنية ومعاناتها في مجتمع تقليدي، كما في فيلم “الصرخة الصامتة” الذي فضح بشجاعة ممارسات العنف والزواج المبكر. في حين قدّم فيلمها “صنعاء.. حلم اليوم التالي” قراءة بصرية مؤثرة لتطلعات المجتمع اليمني في ظل التحولات السياسية والاجتماعية.

الإرث والتأثير

تمكنت خديجة السلامي من كسر الحواجز المزدوجة التي تواجه المرأة والفنان في آنٍ واحد، حيث جمعت بين الحس الفني والالتزام الحقوقي، وخلقت خطابًا بصريًا يمنح المرأة صوتًا، ويعيد رسم صورة اليمن للعالم الخارجي من خلال أفلام صادقة وجريئة. ولا تزال تُعد حتى اليوم نموذجًا مُلهمًا للجيل الجديد من السينمائيات اليمنيات والعربيات.

خاتمة

لم تكن تجربة خديجة السلامي مجرد مسيرة فنية، بل كانت فعل مقاومة ثقافي وسياسي، ورسالة واضحة بأن السينما يمكن أن تكون وسيلة للتغيير، حتى في أصعب الظروف. وبفضل ريادتها، أصبحت المرأة اليمنية حاضرة في مجال ظل طويلًا حكرًا على الرجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى