منوعات

محمد كردي كفيف في أعماق البحر

لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد

الحسين اليزيدي
يعيش محمد أحمد كردي في قرية الصليف بمحافظة الحديدة حياةً قاسية، مليئة بالتحديات التي كادت أن تحطم إرادته، بالإضافة إلى أنه كفيف البصر فقد وجد نفسه عاجزاً عن العمل، عائشاً على هامش الحياة، يعتمد على ما تقدمه له المنظمات بين الحين والآخر، دون أن يكون له مصدر دخل ثابت أو أمل في غد أفضل.
كانت أيامه تمرُّ بصعوبة بالغة، فالعمل في الصيد صعب المنال خصوصا أنه لا يمتلك قارب صيد – لم يعد قادراً على الخروج إلى البحر كباقي الصيادين، يقول محمد كردي، كنت أعيش في ظلامٍ حقيقي، ليس فقط بسبب أنني كفيف بل لأنعدام مصدر الدخل وضعف الامكانات في عدم القدرة على توفير مصدر دخل بسيط لي ولأولادي.
لكنّ الأقدار كانت تخبئ له بصيص أمل. فبعد معاناة طويلة، سمع عن برنامج القروض البيضاء التي تقدمها هيئة الزكاة لدعم الأسر المحتاجة. لم يكن يطلب سمكةً يأكلها ليوم واحد، بل كان يريد وسيلة تعيد إليه كرامته وتُعيد له القدرة على إعالة أسرته. وعندما قدمت له الهيئة قارب صيد.
وبعد سنوات من العيش على المساعدات والمنظمات، وجد محمد ضالته في قرض أبيض من هيئة الزكاة، لم يكن مجرد قارب صيد، بل كان بوابة لحياة جديدة.
قارب الصيد ضمن للصياد محمد لقمة العيش، وأعاده إلى البحر مهوى فؤاده ومصدر دخله وأولاده، واليوم يعيش الصياد كردي حالة من الاستقرار المادي، ويشعر بالامتنان للهيئة التي آمنت بقدرته رغم إعاقته. “الحياة أصبحت أفضل”، يضيف بابتسامة، مؤكدًا أن الإرادة والعون الصحيح يمكن أن يغيرا المصير.
ومستعينا بولده ليكون عينيه في البحر. بدأ بتعليمه الصيد وانتقل من كونه عالةً على الآخرين إلى معيل فخور لأسرته. “الهيئة لم تعطني سمكة، بل أعطتني شبكةً وقارباً، وعلّمتني كيف أصطاد”، يقول لاتعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى