صنعاء تحتضن مهرجان المقالح الشعري الأول..
اكرم حسين.
شهدت العاصمة صنعاء اليوم انطلاق مهرجان المقالح الشعري الأول، في فعالية ثقافية احتفت بإرث شاعر اليمن الكبير الراحل الدكتور عبدالعزيز المقالح، بمشاركة نخبة من الأدباء والكتّاب والمثقفين، وحضور لافت لرموز من الرعيل الأول إلى جانب جيل الشباب والأصوات الشعرية الجديدة.
وفي كلمته خلال افتتاح المهرجان، أكد رئيس اللجنة التحضيرية الشاعر يحيى الحمادي أن تنظيم هذا الحدث يتزامن مع إحياء الذكرى السنوية لرحيل الدكتور المقالح، الشخصية التي شكلت – كما قال – روحاً وموروثاً أدبياً وشعرياً للأجيال المتعاقبة. وأضاف الحمادي أن المقالح لم يكن مجرد اسم في تاريخ الأدب اليمني والعربي، بل كان “روحاً خالدة جعلت من الشعر فضاءً إنسانياً، ومن الأدب جسراً تتقاطع عنده أحلام الأجيال وطاقاتها.”
وأشار الحمادي إلى أن استحضار ذكرى الراحل لا يليق أن يكون مناسبة للحزن والرثاء، بقدر ما هو احتفاء بمنارة أدبية شامخة، مضيفاً أن اللجنة التحضيرية حرصت على أن يكون المهرجان فرصة لعرض نتاج المواهب الشابة التي آمن بها المقالح ودعم حضورها، وأن يتحول الحدث إلى ذاكرة وطنية “لا تخص أسرته فحسب، بل اليمن كلّه من صعدة حتى المهرة.”
وكشف رئيس اللجنة أن الدورة الأولى للمهرجان استقبلت أكثر من 300 قصيدة، بينها 70 قصيدة لشعراء عرب، مشيراً إلى أن لجنة الفرز المكوّنة من:
البرفسور عبد الحميد الحسامي، والدكتور عبد الرحمن الصعفاني، والدكتور إبراهيم أبو طالب، اختارت ما يقارب 50 قصيدة استوفت الشروط وتستحق الوقوف على منصة المهرجان رغم ضيق الوقت. وقد تقرر إتاحة الفرصة لنحو 10 شعراء من الأسماء الجديدة لعرض أعمالهم، إلى جانب نخبة من الشعراء المعروفين، مقدّماً الاعتذار لمن لم تشملهم المشاركة هذا العام، مع التأكيد على إدراج أعمالهم في دورات المهرجان القادمة.
ونوّه الحمادي بأن المهرجان “مكسب لكل الشعراء، وُجد ليُسمِع الصوت الإبداعي لا ليحصي عدد المشاركين”، موجهاً شكره للشعراء العرب الذين بادروا بإرسال نصوصهم رغم أن المهرجان ما يزال في خطواته الأولى، مؤكداً أن اليمن ستكون مستقبلاً محطة مضيافة لكل المبدعين العرب.
وقد قدم عدد من الشعراء مشاركاتهم التي نالت إعجاب الحاضرين، مستكملين بذلك مشروع المقالح ورؤيته في احتضان المواهب الشعرية من مختلف الأعمار.
كما تخلل المهرجان أداء الفنان عبدالرحمن السماوي لأغنيتين من كلمات الراحل المقالح، بمرافقة عازف العود عماد السويدي، في لحظة فنية أضفت على الفعالية طابعاً وجدانياً مؤثراً.
وفي ختام المهرجان، جرى تكريم الشعراء المشاركين واللجنة التحضيرية وأسرة الدكتور المقالح تقديراً لإسهاماتهم وجهودهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي الاستثنائي


