
وكالة صنعاء الإخبارية ||
بقلم ماجد زايد ..
للأمانة، أدهشتني جدًا سيرة حياة هذه المرأة اليمنية البعيدة تمامًا عن واجهة المعرفة اليمنية، عن فتاة بسيطة وُلدت في مدينة عدن، لمعلم بسيط وأسرة متواضعة، لتصبح بعد ذلك إحدى أهم سيدات العالم. ربما لن تصدقون ما سأضعه هنا، لكنها صدمة شملتني أكثر، وجعلتني أبحث عنها أكثر وأكور، لأتوسع في معظم سيرتها وحياتها، لتصير القصة نموذجًا صادمًا عن سيدة يمنية لا يعرف عنها اليمنيون كثيرًا: إنها البروفيسورة #مناهل_ثابت. عن بداية غريبة وحياة حافلة بأعظم ما قد يتخيله الإنسان في طموحاته وأحلامه وأمنياته، عالمة استثنائية، وبروفيسورة تصدرت العالمين، من فتاة يمنية عانت في طفولتها من مرض التوحد وصعوبة النطق والتعلم، إلى عالمة أطلقت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال” لقب “ملكة البورصة”. من فتاة يمنية منعزلة، لسيدة عبقرية وأكاديمية في مراتب العالم البارزة، من طفلة متوحدة، لأسرع مدققة ذهنية للخرائط، بحسب موسوعة جينيس، سيدة يمنية ضمن أذكى عشر شخصيات في العالم.
وُلدت البروفيسورة مناهل ثابت في عدن عام 1981، كانت طفلة لا تنطق ولارتتعلم،، تأخرت لخمسة أعوام عن النطق، وعجزت خلالها عن التعلم. ثم هاجرت مع عائلتها إلى بريطانيا، حيث تم دمجها في برامج تأهيلية وعلاجية، في محاولة لمساعدتها على التعلم. ومع تحسنها السريع والملحوظ، تم إلحاقها بمدارس للموهوبين شملت برامج تعليمية إثرائية وتسريع دراسة. لتتخرج من الثانوية العامة في عمر 14 عامًا، ثم ارتادت الجامعة في عمر 15 عامًا، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه في الهندسة المالية في عمر 28 عامًا، بعد بعامين حصلت على دكتوراه أخرى في الرياضيات الكمومية، لتكون من بين عدد قليل جدًا من الخبراء في هذه المجالات المعقدة.
بفضل أبحاثها العلمية التي نشرت في مجلات علمية بارزة، حازت على مكانة مرموقة جدًا في الأوساط الأكاديمية والعلمية العالمية. ففي عام 2013، حصلت على لقب “عبقرية العام” على مستوى العالم، وفي عام 2015 دخلت قائمة أذكى 30 شخصًا على قيد الحياة. كما حصلت على جائزة “نوبل ابن سيناء”، وصارت رئيسة مؤسسة “ترست براين” لمنطقة الشرق الأوسط. تم تصنيفها من قبل صحيفة “أريبيان بزنس” كأكثر امرأة نفوذًا في الشرق الأوسط، وضمن أقوى 500 عربي في العالم. وتم تصنيفها عام 2000 كأصغر امرأة تفوز بجائزة اتحاد المرأة من أجل السلام، وفي العام 2010 قدمتها مجلة “لوفيسيال” كحاصلة على جائزة المرأة الملهمة للعام. تم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لمؤسسة “إيكو الدولي للفنون”، وهي مؤسسة تابعة للأمير “ألبرت الثاني” أمير موناكو. كما صنفتها صحيفة “وول ستريت جورنال” لمرة ثانية “ملكة البورصة”، حاصلة على أكثر من 200 شهادة دولية وإقليمية ومحلية في مجالات التميز والعلوم.
شغلت البروفيسورة مناهل ثابت منصب مبعوث خاص للأمين العام لاتحاد دول الكومنولث في مجالي العلوم والتكنولوجيا، لتعمل آنذاك على تعزيز التعاون العميق بين الدول الأعضاء الـ 56 لدعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما شغلت منصب مستشار لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومنصب نائب المدير، وبروفيسورة زائرة لمعهد IBCHN في كلية إمبريال كوليدج. وهي أيضًا عضو في الجمعية الملكية البريطانية للعلوم، ونائب رئيس شبكة الذكاء العالمية WIN، وهي أكبر منصة عالمية للذكاء العالي.
كما تعتبر مؤسسة ورئيسة لشركة “كونسورتيوم للاستشارات” التي تختص ببنوك البيانات، والدبلوماسية العلمية، والهندسة المالية، وإعادة هيكلة الاقتصاد المستدام.
وحظيت البروفيسورة مناهل خلال مسيرتها الزاخرة بعدة تكريمات على مستوى العالم، من بينها جائزة عبقرية العام، وجائزة عقل العام البريطانية، وجائزة جينيس للأرقام القياسية في القدرة العقلية، وجائزة إنجاز الشرق الأوسط في العلوم.
وجائزة امتياز حرية لندن، ولقب فارسة سانت كاثرين. وامتلكت البروفيسورة شخصية متعددة الأبعاد، تجمع بين الإبداع العلمي والذكاء العاطفي، وهي مثال يحتذى به في المزج بين الطموح والإنسانية. ومن بين كوكبة علماء متميزين على مستوى العالم، ثم حصلت على الجنسية السعودية بقرار ملكي، تقديرًا لجهودها العلمية الرائدة وإسهاماتها وخبرتها الاستثنائية في ميادين العلوم والتكنولوجيا.
البروفيسورة مناهل ثابت تحظى باهتمام سعودي كبير جدًا، في ذات الوقت الذي لا يعرفها فيه اليمنيون. ومع ذلك، قرأت بعدة مواقع يمنية يتهمونها بتزوير شهاداتها وجوائزها، في أساليب غريبة جدًا من التعامل الوضيع معها ومع سيرتها وانجازاتها. بالمناسبة، في العام 2014، خلال فترة رئاسته للوزراء، قام محمد سالم باسندوة بتكريمها في مقر القنصلية اليمنية بدبي، بالإمارات العربية، وهو بلد إقامتها. يومها فامت الحكومة اليمنية بتكريمها خلال حفل رسمي أُقيم على شرفها. في ذلك اليوم قال باسندوة: “إن الدكتورة والبروفيسورة اليمنية مناهل ثابت، رفعت هامة اليمن عاليًا في المحافل العلمية الدولية، ونالت ما تستحقه من مكانة علمية بوصفها واحدة من أبرز رموز المستقبل في العلوم المجردة والرياضيات الكمية والاختراعات المختلفة.”
من ناحية مهمة، وخلال كلمتها التي ألقتها بعد تتويجها بلقب عبقرية العام 2013، وإدراجها ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة، وضمن أقوى 500 شخصية عربية، صرحت الدكتورة مناهل بأنها تهدي ألقابها وجوائزها لبلدها اليمن. وفي رسالة أخرى وجهتها للمرأة العربية، تقول البروفيسورة مناهل ثابت: “المستحيل هو وجهة نظر، وبالتالي لا وجود للمستحيل. وأية امرأة تجتهد وتثابر وتتعلم بإمكانها أن تصل لمستويات عالمية وتاريخية. وهناك عدة نماذج لنساء عربيات أقف لهن احترامًا لما وصلن إليه من إنجازات في جميع المجالات.”
ماجد زايد
صحفي – اليمن