آراء الكتاب
أخر الأخبار

قيادة استثنائية وإرث وطني: كيف أعاد الشيخ شمسان أبو نشطان بناء هيئة الزكاة في اليمن

 

خاص وكالة صنعاء الإخبارية||

خلال تسع سنوات من العدوان على اليمن، برز اسم الشيخ “شمسان محسن أبو نشطان” ضمن قلة من القيادات الوطنية التي سارعت إلى إنقاذ الدولة اليمنية إلى بر الصمود والمواجهة والثبات أمام الألة العسكرية العدوانية المدمرة، وبعد أن راهنت جميع قوى العدوان على اليمن على إسقاط صنعاء وكل مقومات ومؤسسات الدولة تحت أقدام قوى الغرب من الأمريكيين وأذنابهم من دول الخليج وعملاء اليمن الذين ارتموا في أحضان السعودية والإمارات حبًا وكرامة في فُتات المال المغمس بالذل والهوان.

منبع الفقه والوطنية

وُلد الشيخ “شمسان” في أسرة متعلمة ومتفقهة، حيث كان والده الشيخ “محسن أبو نشطان” شخصية قيادية و نضالية لها تاريخ حافل بالتضحية والفداء لوطنة وشعبه وقبيلته، ولم يكن “شمسان” بعيدًا عن هذا النهج، بل شبّ متسلحًا بالعلم الشرعي والهوية اليمنية الإيمانية الخالصة، ما منحه رؤية فقهية أصيلة انعكست على دوره في المجتمع، فأصبح نموذجًا للعطاء والإصلاح الاجتماعي.

رئاسة هيئة الزكاة.. تحدٍّ وإنجاز

عندما عصفت الأقدار باليمن، وجدت القيادة الثورية في “الشيخ شمسان” الرجل المناسب لإدارة هيئة الزكاة، بعد أن عانت في السابق من الفساد الإداري وغياب الشفافية بالإضافة إلى الفراغ الإداري لمعظم الكوادر بفعل العدوان وتبعاته على صنعاء واخواتها، استلم زمام الأمور في وقت كانت الزكاة حينها عبارة عن مؤسسة مشتتة وغير واضحة المصير، فأعاد هيكلتها وجعلها أداة فعالة لتحقيق العدالة الاجتماعية، ملتزمًا بالمصارف الشرعية وفق ما جاء في القرآن الكريم.

وبفضل رؤيته الطموحة، تحولت الهيئة من مؤسسة تقليدية إلى جهة رائدة في التنمية الاجتماعية، وخلال سنوات بسيطة، تجاوزت مساعداتها الغذائية 8 مليارات ريال، واستفادت منها أكثر من 422 ألف أسرة، كما قدمت دعمًا طبيًا بقيمة 14.9 مليار ريال، شمل العمليات الجراحية والعلاجات المجانية، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي، التي هدفت إلى نقل الفقراء من مرحلة الاستجداء إلى الإنتاج، وبلغت تكلفتها نحو 1.9 مليار ريال، استفاد منها أكثر من 20 ألف شخص، في آخر احصائيه للعام 2023م.

قريب من الفقراء

لايقتصر تميز “الشيخ شمسان أبو نشطان “على نجاحه الإداري، بل يمتد إلى شخصيته الإنسانية المتواضعة، فمن يلتقيه يشعر وكأنه يعرفه منذ زمن ، لما يتمتع به من ودّ ورُقيّ في التعامل الإداري والإجتماعي والقبلي معا.

اليوم، وبعد سنوات من العمل الدؤوب، باتت هيئة الزكاة تحت قيادته نموذجًا يُحتذى به في توظيف أموال الزكاة لخدمة المستحقين، وما أكثر المستحقين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها قوى العدوان على اليمن، حتى برز أداء الزكاة اعظم بكثير من أداء معظم وزارات ومؤسسات الدولة، فمن من خلال مشروع الأعراس الجماعية فقط، استفاد ما يقارب 48 ألف شاب وشابة، ومشروع الغارمين الذي ساعد ما يقارب 5 آلاف شخص على التخلص من ديونهم، وصولًا إلى دعم أسر الشهداء والأيتام وجرحى الحرب بمبالغ تجاوزت 13 مليار ريال.

إرثٌ من الإصلاح والتنمية

لم يكن الشيخ “شمسان أبو نشطان” مجرد إداري ناجح، بل كان قائدًا يحمل على عاتقه مسؤولية مجتمعية، هدفها تمكين الفقراء والمحتاجين من العيش بكرامة، اليوم وصلت قيمة المشاريع التي نفذتها الهيئة في 2023 وحده إلى 120 مليار ريال، ما يعكس حجم الإنجازات التي تحققت بفضل رؤيته الحكيمة وإدارته الفعالة.

الشيخ شمسان أبو نشطان.. اسمٌ اقترن بالعطاء والإنجاز، ورجلٌ جعل من الزكاة وسيلة للنهوض بالمجتمع والتنمية المستدامة، لا مجرد أموال تجمع وتصرف دون هدف.

الكاتب // رشيد البروي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى